Sunday, 15 November 2015

علم الضوء قبل ابن الهيثم وبعده: مع التركيز إلى شرحه 'البصائر' لكمال الدين الفارسي

علم الضوء قبل ‘ كتاب المناظر’ لابن الهيثم وبعده:

مع التركيز الى شرحه ‘البصائر فى علم المناظر’ لكمال الدين الفارسي



تفاهم الأجيال اختلاف أحوال الشمس والقمر والنجوم وقوس القزح والنور ونحوها من الألوان فى المياه من القديم نفسه بما ترتبط حياة الإنسان بالضوء فى كل عصر ومصر. ونشأت بوادئ هذا العلم فى اليونانيين السابقين مثل إقليدس (القرن 3 ق.م.) صاحب كتاب ‘اختلاف المناظر ’، وأبو لونيوس، وأرخمديس (ت 212 ق.م.)، وأرسطو، وهيرون، وبطلميوس (ت 168م). وقد ألف علماء عربيون أيضا فى هذا العلم مثل الكندي، والرازي، وإبراهيم بن سنان، والعلاء بن سهل.

وتطور هذا الفن بأيدى ابن الهيثم البصري -( 430ه/ 1039م)- الملقب بـ‘بطلميوس الثانى’ حامل لواء علم البصريات وأحد عباقرته على مستوى العالم. وتزهو إسهامات القيمة على أفق السماء وإن تعامى عن مثلهم الحساد. وإليه يرجع فضل إرساء أسس المنهج التجربي العلمي فيه. كما أن تبحره فى الفلكيات والهندسة والرياضيات أنتج قفزة علمية فى شتى مجالات العلوم. وقد نهلت الحضارة الغربية من ينابيع علمه وفكره وفلسفته. وذاع صيته وأعماله عبر أرجاء المعمورة. وقد كرس هذا العلم رزنر بما قام بترجمته الى اللاتينية عام 1572م تحت عنوان ‘الذخيرة فى البصريات للهازن’،مع أنه ترجمت إلى كثير من اللغات كالعبرية والإنجليزية والإيطالية.

ويعد كتاب البولوني فيتلو فى 1270م عن البصريات مجرد السرقة العلمي من ‘كتاب المناظر’ لابن الهيثم. كما أنه تناقلت أفكاره عديد من العلماء مثل روجر باكون (1294) فى ‘التأليف الكبير’، وكبلر (1630)، وديكارت (1650)، وفيرما (1665)، بما نجده فى ‘مبادئ’ نيوتن (1727)، كما أن العالم لا ينكر اعتماد توماس آلواي إديسون (1879) فى اختراع المصباح الكهربائي المتوهج على أيديولجيات ابن الهيثم إبان علم الضوء.

وقد قام كمال الدين الفارسي -( 665ه/ 1266م)- بمهمة شرح ‘كتاب المناظر’ لابن الهيثم باسم ‘تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر’، ثم اختصره وأضاف عليه فى ‘البصائر فى علم المناظر’ له أيضا. ففى المقدمة نفسه، سرد التعريفات الأساسية مع التعقبات على تعاريف ابن سينا كما أنه ركز على أهم الموضوعات الخاصة بعلم الضوء استنادا على البراهين الساطعة والأشكال المبينة. وحلل الفارسى زرقة السماء وحركة الضوء والهالة والإبصار ونحوها فى قسمين رئيسين: المبادء فى ثلاثة فصول، فالمطالب فى أربعة مقاصد بما تضمن كل المقالات السبعة من ‘كتاب المناظر’.

ولا شك أن ابن الهيثم هو الذي سهل الطريق الى متطلبات العصر مثل كاميرا وما تتعلق صحة العين من العمليات الجراحية والمصابيح ونحوها. فهذه الدراسة يلقى الضوء على علم الضوء قبل ابن الهيثم وبعده، مع التركيز الى شرح ‘كتاب المناظر’  ‘البصائر فى علم المناظر’ لكمال الدين الفارسي.